تاريخ النشر: 01/07/2025
بقلم: فهد الخياري
تتذكر أول مرة اشتريت فيها جوالك الجديد؟ كيف كنت تنام وهو جنبك… تطالع فيه أكثر من أهلك!
تتذكر أول وظيفه؟ كيف كنت تتحمس تصحى بدري، وتعيش تفاصيل كل لحظه!
أول أيام الزواج، أول إنجاز، أول تجربه … كانت كلها “تشبّعك” إحساس.
بس الحين؟ صارت عاديه. صرت تقول: “ما في شي يفرح”، “كل شي ممل”، “ليش حياتي فارغه؟”
الجواب؟ مو في الحياه … الجواب في التعود.
فيه شاب كان يحلم يسكن بمدينه معينه، ويشتغل في شركة عالميه، ويشتري السياره اللي يحبها.
حقّقها كلها خلال ٣ سنوات.
بس بعدها؟ كلمني وقال:
“ما أحس بطعم أي شي… حتى لما أشتري شي جديد، أحس انه عادي، مايفرحني مثل اول.”
قلت له: “وش تتوقع السبب؟”
قال: “ما أدري… يمكن تعوّدت.”
قلت له: “بالضبط! أنت مو ناقصك شي… أنت تعوّدت على كل شي.”
العقل البشري عنده نظام اسمه “التأقلم العصبي” (Neural Adaptation).
يعني؟ يعني أي شي جديد يفرحك في البدايه، بس بعد فتره، مخك يوقف يتفاعل معه… لأنه صار مألوف.
كل متعة تستهلكها بشكل متكرر، يصير لها “تآكل شعوري”.
والنتيجه؟ تحقّق أحلامك… بس ما تحس بطعمها.
تحس إن الحياه “باهته”، مو لأنها فعلاً باهته، بل لأن عقلك صار يطلب “أكثر” عشان يحس بـ “نفس” الشعور.
1- فكر في ثلاث أشياء موجوده عندك اليوم، وتذكر ايامك لما كنت تتمنى تحصل عليها، سولف بالموضوع لاحد كان معاك بنفس الفتره.
2- استخدم مبدأ الحرمان المؤقت بأن تحرم نفسك يوم او اسبوع من الشي الذي تعودت عليه والنتيجه ستعود لتقديره كما لو كان جديد
3- كثرة حمد الله على هذه النعمه بالذات بشكل يومي، يعيد إحياء شعور سعادتك بهذه النعمه
الحياة ما فقدت طعمها… إحنا بس فقدنا فن التذوّق.
هل أنت فعلاً تعيس… ولا بس متعوّد على النِعم؟
أنا أكتب عشان أرجّع لك حاسة الذوق… مو للسانك، لكن لقلبك.
إذا حسيت هذا المقال يلمسك… أرسله لشخص دايم يقول: “ما صرت أفرح بشي.” يمكن يكون بس ناسي يستشعر، مو لانه ناقصه شي.